بسم الله الرحمن الرحيم
( الإعاقة العقلية )
مفهوم الإعاقة الذهنية – كما أقرتها الجمعية الامريكية للطب النفسى :
تُعرف الإعاقة الذهنية بأنها عندما يقل مستوى ذكاء الفرد عن 70 ، بالاضافة
الى عجز فى سلوكين تكيفين أو اكثر ، مما يؤثر على سلوكيات الحياة اليومية و العامة
، وان يحدث ذلك فى سن النمو اى قبل سن الـ 18 سنة .
تعريف السلوك التكيفى :
هو تعلم المهارات اللازمة للعيش بإستقلالية " أو فى ادنى مستوى مقبول لعمر معين
" ، وهناك مهارات محددة تأخذ بعين الاعتبار منها :
مهارات الحياة اليومية مثل ( ارتداء الملابس – استخدام الحمام – التغذية
) .
مهارت الاتصال مثل ( فهم ما يقال و القدرة على الرد ) .
المهارات الاجتماعية مع الاقران
، افراد العائلة ، الاخرين .
فالاطفال المصابون بالاعاقة الذهنية قد يكونون قادرين على تعلم " الجلوس
، الزحف ، المشى " متأخرين فى
ذلك عن اقرانهم ، ومعظمهم يتعلمون التحدث ومهارات اللغة فى وقت متأخر أيضا ، لذا فهم
قد يحملون بعض أو كل الاعراض التالية :-
- تأخر تطور اللغة الشفهية .
- عجز فى مهارات التذكر .
- صعوبة فى تعلم المعاملات و القواعد الاجتماعية .
- صعوبة فى مهارات حل المشكلات .
- تأخر فى تطور السلوكيات التكيفية .
ومما سبق يتبين لنا ان صفات الاطفال المصابون بالاعاقة الذهنية يتعلمون
بشكل ابطأ من الاطفال العاديين ، ويأخذون وقتا قد يكون طويلا فى تعلم اللغة ، وكذلك
فى تعلم المهارت الاجتماعية ومهارات العناية بالذات ، كما يتطلب ذلك تكرارا لاكتساب
مهارات تتناسب مع مستويات تعلمهم .
إستثارة الدافعية للتعلم :
الطفل المعاق عقليا لا يتوقع النجاح بسبب خبرات الفشل و الاحباط السابقة
عند قيامه بإنجاز المهارات اللازمة للحياة اليومية و العامة لذا فإن على من يتعامل مع هذه الفئة ان يكون على
معرفة جيدة بأساليب إستثارة الدافعية ونوجزها فيما يلى : -
استخدام التعزيز بشكل فعال : وهو تقديم التحفيذ سواء كان معنوى أو مادى
مباشرة بعد حدوث الفعل الايجابى ثم بعد النجاح فى انجاز المهمة عدة مرات يمكن استخدام
التعزيز المؤجل .
زيادة خبرات النجاح و تقليل خبرات الفشل : ولهذا يقوم من يتعامل مع هذه الفئة بعدة انواع من
المساعدات وهى ( المساعدة الجسمية – المساعدة اللفظية – المساعدة بالنظر ) ، فالنجاح
هو مفتاح الشعور بحب الذات ويؤدى الى زيادة الدافعية ، اما الفشل فيسبب الاحباط وربما
التشكيك فى الذات .
تحديد الاهداف التعليمية المناسبة : ويتطلب ذلك اختيار اهداف واقعية يمكن
تحقيقها مع سهولة التدريب عليها .
تجزئة المهام التعليمية : ويتم ذلك من خلال تقسيم المادة التعليمية إلى
وحدات صغيرة ، وجعل الخطوة الاولى بسيطة نسبياً ، و يضاح المطلوب من الطالب و التأكد
انه يفهم المعلومات اللازمة لتنفيذ الخطوة .
توفير المناخ التعليمى المناسب: من حيث المكان الخالى من المشتتات ، و
البعيد عن الضوضاء .
الاعاقة العقلية من المنظور السيكومترى :
· من 70 الى
55 تأخر عقلى بسيط .
· من 55 الى
40 تأخر عقلى متوسط
.
· من 40 الى
25 تأخر عقلى شديد ، من 25 فأقل إعاقة
عقلية حادة .
الاعاقة العقلية من المنظور التربوى :
القابلون للتعلم الى مستوى معين بحد اقصى الصف الخامس وهم من لديهم تأخر
عقلى بسيط .
القابلون للتدريب على بعض المهن البسيطة وهم من لديهم تأخر عقلى متوسط
.
المعتمدون وهم من لديهم تأخر عقلى شديد أو حاد .
( خصائص المعوقين ذهنياً )
أولا - الخصائص الجسمية :-
لا توجد فروق جسمية معينة بين من لديهم الاعاقة الذهنية البسيطة وبين اقرانهم
العاديين فى مراحل النمو سواء كان فى ( الوزن – الطول – الحركة – الصحة العامة – البلوغ
الجنسى ) لذ لا يعتمد على الخصائص الجسمية فى تشخيص ذوى الاعاقة الذهنية البسيطة ،
أما من لديهم اعاقة ذهنية متوسطة وشديدة أوحادة غالبا ما يتاخر النمو الجسمى بل قد
يتوقف عندى مستوى اقل بكثير من اقرانهم العاديين ، أما عن المهارات الحركية فتظهر مشكلات
مختلفة تتمثل فى قصور واضح فى المهارات الحركية سواء كانت كبيرة أو صغيرة نيبنها فيما
يلى :-
- مشكلة فى التوافق العضلى العصبى .
- صعوبة التأزر البصرى الحركى .
- صعوبة التحكم و التوجيه الحركى .
- صعوبة استخدام العضلات الدقيقة .
- يغلب عليهم الخمول وعادة ما يصيبهم التعب و الارهاق بسرعة لاقل مجهود
.
- عدم الانتظام فى الخطوات اثناء المشى وصعوبة السير فى خط مستقيم .
- يصبحون اكثر عرضة للاصابة بالاعاقات الحسية المختلفة .
- هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة من غيرهم .
ثانيا – الخصائص العقلية المعرفية :-
بطء معدل النمو العقلى : فمن المتعارف
عليه ان الطفل الطبيعى ينمو بمقدار سنة عقلية لكل سنة زمنية من عمره ، اما ذوى الاعاقة
الذهنية فيكون نموهم العقلى أبطأ يقدر بتسعة شهور عقلية الى كل سنة زمنية تقريباً ،
وربما اقل من ذلك على حسب درجة الاعاقة .
قصورالانتباه والادراك : وهوعدم
قدرتهم على الانتباه للمثيرات المختلفة مما يترتب عليه ضعف التركيز وعدم الادراك للخصائص
المختلفة المميزة للاشياء مثل ( الاشكال – الالوان – الاحجام – الاوزان ) ، وتزداد
تلك الخصائص تدنيا كلما زادت درجة الاعاقة الذهنية لديهم .
قصور فى الذاكرة : هؤلاء يعانون
من قصور فى ذاكرتهم قصيرة المدى ، لذا فهم يقومون بحفظ المعلومات و الخبرات المختلفة
فى الذاكرة الحسية بعد جهد كبير ، ورغم ذلك يفقدو و ينسون ما قد يتعلموه بسرعة ، لذا
يجب على المعلم ان يلتزم بالتكرار الدائم لما يقوم بتقديمه لهم ، والى جانب ذلك لديهم
قصور فى ذاكرتهم طويلة المدى ولكن يكون اقل بكثير من القصور فى الذاكرة قصيرة المدى
.
قصور فى التفكير : فالتفكير هو تنظيم المعلومات و الخبرات المكتسبة للفرد
الذى يوجهها الى حل المشكلات فى موقف معين أوعدة مواقف مختلفة ، فالمعاق ذهنيا يرجع
قصور التفكير لديه لعدة اسباب منها ما يلى :-
ضعف فى الذاكرة ، مما يؤدى الى قصور فى استرجاع المعلوما ت وتجهيزها لمواجهة
المواقف المختلفة .
ضعف قدرته على اكتساب المفاهيم المختلفة .
قصور فى تمييز الصورة الذهنية المتباينة .
ضعف الحصيلة اللغوية وضالتها .
قصور فى التعميم ، واثره على التعليم أوالتدريب : يواجه المعاق ذهنيا صعوبات
كثيرة فى نقل ما قد تعلمه أو تدرب عليه فى موقف ما إلى مواقف أخرى مشابهه ، ويرجع ذلك
الى عدة اسباب منها :-
- عدم القدرة على تذكر ما مر به من خبرات منذ فترة زمنية قريبة .
- قصور فى اكتشاف او تحديد أوجه الشبه أوالاختلاف بين المواقف والخبرات المختلفة .
- قصور فى قدرته على إدراك العلاقة
بين المواقف المختلفة .
- قصور التفكير فى انتقاء الحلول المناسبة لحل المشكلات فى عدة مواقف المختلفة
.
- قصورفى المهارات الاكادمية : والمقصود بها مشكلات فى ادراك - القراءة ،
و الكتابة ، و الحساب – ويرجع ذلك الى عدة أسباب اهمها :-
- قصور فى جوانب النمو العقلى .
- ضعف القدرة على القيام بالعمليات العقلية من الانتباه ، الادراك ، التذكر
مما يتبعه ضعف القدرة على التعلم .
- قصور فى بعض القدرات النوعيه .
ثالثا - الخصائص الانفعالية :-
عدم الثبات الانفعالى : يصنف الاطفال ذوى الاعاقة الذهنية الى فئتين كما
يرى كمال مرسى لسنة 1999 ، الاولى تبدو متعاونة ولا تؤذى احداً ، و الثانية هى الفئة
التى تكون متقلبة المزاج حيث تكون هادئة ثم تجد الشراسة فى احيان أخرى ، ويمكن لمن
ينتمون الى تصنيف هذه الفئة ان تؤذى نفسها وغيرها ، و خصائص هذه الفئة ما يلى :-
- عادة ما تكون انفعالات هذه الفئة غير ثابتة ومضطربة من وقت الى اخر .
- يميلون الى التبلد الانفعالى .
- يبدون الامبالاة وعدم الاهتمام بما يدور حولهم .
- يتسمون بالاندفاعية وعدم التحكم فى انفعالاتهم .
اضطراب مفهوم الذات : مفهوم الذات لديهم فى الغالب يكون سيئاً لعدة اسباب
منها ما يلى
- تعرضهم الكبير لخبرات الفشل .
- الشعورهم الدائم بعدم الكفاءة .
- الشعور بالدونية وعدم الرضا عن الذات .
- الاعتماد على الاخرين .
- عدم الواقعية لمفهوم الذات ، وعدم ثبات لتقدير الذات .
- العدوان : ينتشرالعدوان عند من لديهم اعاقة الذهنية بدرجة متفاوتة ، ويزداد
العدوان بزيادة درجة الاعاقة العقلية ، ويرجع ذلك لشعورهم الدائم بعدم الامان و تعرضهم
خبرات مؤلمة واخرى محبطة حين تفاعلهم مع الاخرين ومن ابرز اشكال العدوان ( عدم الطاعة
فى تنفيذ المطلوب – تدمير الممتلكات – العدوان اللفظى – الهجوم البدنى – ايذاء الذات
) .
رابعا - الخصائص الاجتماعية :-
هناك علاقة وثيقة بين الخصائص الجسمية والعقلية والمعرفية و الانفعالية
تفضى فى النهاية الى التأثير على الحياة الاجتماعية لذوى الاعاقة الذهنية ، ونتيجة
عدم شعورهم بالامان تجدهم ينسحبون من المواقف و التفاعلات الاجتماعية ، لذا هم يميلون
الى العزلة لضعف الثقة بالنفس ، وتوقعهم الدائم بالفشل ،وشعورهم بالدونية ، وحالات
الاحباط المستمر ،ومن اهم المظاهر الاجتماعية لهؤلاء ما يلى :-
- عجزهم عن التكيف مع البيئة المحيطة بهم .
- قصور فى القدرة على التواصل مع الاخرين و صعوبة تكوين علاقات ايجابية
.
- تدنى مستوى المهارات اللازمة للتواصل .
- عدم القدرة على المبادرة بالحديث .
- صعوبة التعلق و الانتماء للاخرين .
- الميل الى مشاركة من يصغروهم سناً .
- صعوبة الحفاظ على العلاقات ان وجدت .
- عدم القدرة على فهم القواعد الاجتماعية .
- قصور فى المهارات اللازمة لاداء الانشطة المختلفة .
- قصور واضح فى مهارات العناية بالذات .
خامسا – الخصائص اللغوية :-
يعد كل ماسبق من خصائص لذوى الاعاقة الذهنية مشكلات اساسية لاضطراباتهم
اللغوية ، لذا تعدالمشكلات اللغوية من اهم المشكلات التى ترتبط بدرجات هذه الاعاقة
، وكلما ازداد درجة الاعاقة ازداد معها المشكلات اللغوية ، بداية من الاعاقة البسيطة
الذين يصلون الى مستوى معقول من الاداء اللغوى رغم تأخرهم فى النطق ، بينما يعانى اصحاب
الاعاقة المتوسطة من عدة مشكلات فى الصوت والنطق واللغة ومن اهمها :-
- الصوت يتسم بالوتيرة
- نمطية الصوت
- التأخر فى النطق .
- البطء الملحوظ فى النمو اللغوى .
- ضألة المفردات اللغوية وبساطتها .
- التأخر فى اكتساب قواعد اللغة .
- بساطة التراكيب اللغوية وسطحيتها
.
- تدنى فى مستوى الاداء اللغوى .
ومما سبق يتبين لنا اوجه المساعدة التى تجعل الطفل المعاق يتغلب على هذه
المشاكل ولو جزئيا ومنها :-
- الاهتمام بالتكرار المستمر للانشطة المقدمة إليه .
- التنويع فى المهام و الانشطة المقدمة له .
- تعدد الامكان التى نقوم فيها بتعليمه أو تدريبه .
اعداد / عبدالحليم الزغبى - اخصائى التخاطب وصعوبات التعلم
00201212745143
تعليقات
إرسال تعليق