المسلمون بين الخطاب الدينى و الخطاب الإلهى
كتاب جديد ورائع
كاتبه معالى الشيخ على محمد الشرفاء الحمادى .
عندما إطلعت عليه
شعرت بأن هذا الكتاب العظيم يتكلم عن الخطاب الدينى والذى يعانى منه المسلمون الآن
لعدم فهم بعضهم المراد من الخطيب الذى يلقى الخطاب على مسامع الناس كل يوم جمعة .
ومن المعروف أن
الخطاب الدينى فى المساجد يعالج مشاكل البيئة وما طرأ عليها من تغيرات .
ويربط ذلك بخطاب
الله إلينا عن طريق الوحى الذى حمله إلينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
لأنه من المؤكد أن
القرآن الكريم نزل من عند الله لتصحيح مسار الإنسانية وليحرر العقل الإنسانى من
الإستسلام للخرافات و البعد عن سفاسف الأمور أو الاستغراق فى الأوهام و الخرافات ،
لأن رسالات السماء تحث الناس على العمل الجاد و الإبتكار فى الأداء مع تزكية
أنفسهم وتهذيب أخلاقهم وحثهم على إتباع قيم الفضيلة التى يتحقق بها صياغة شخصية
الإنسان .
ليتعامل الإنسان
فى المجتمع بالرفق والعدالة ونشر المودة بين الناس وتأكيد ذلك بالعمل الصالح الذى
يحقق الخير للناس أجمعين ، هذا مع أن دعوة الله لنا من خلال القرآن الكريم مستمرة
فى خطاب الناس إلى توظيف العقل فى إستكشاف أسرار الكون لكننا نؤمن عن تجارب بأن
أعداء الإسلام يَغِيرُون علينا بإشاعات كاذبة وتصدر إلينا من خلال شخصيات مرموقة
تحمل فى قلبها الضغينة على الإسلام والمسلمين لذلك نرى أن معالى الشيخ بذل جهداً
كبيراً وعظيماً فى توضيح المعانى و الربط الجيد بين الخطاب الدينى و الخطاب الإلهى
لأن المعلوم من الدين الإسلامى أنه يقوم على العدل والإحسان والأخلاق النبيلة و
المبادىء الإنسانية السامية .
والشيخ الكاتب
ينعى على المسلمين تجاهلهم للأخلاق العالية و الفضائل العظيمة وإختزال أركان الإسلام
، كما تعرض سيادته للفرق الإسلامية مبيناً أن هذه الفرق تَنبه لها الإسلام عند
نزوله وأشار إليها الرسول عليه السلام فى بعض أحاديثه .
وأكد الكاتب على
أن هذه الفرق إبتدعت أفكاراً بإسم الإسلام وأوهموا تابعيهم بالأمل فى جنات وحور
عين وأشار إلى القتال الذى يدور بين المسلمين بعضهم مع بعض وهم بذلك يدوسون
بأرجلهم على التشريعات الإلهية ويقتلون النفس التى حرم الله قتلها مع أنهم هجروا
القرآن وإبتعدوا عن هدى خير الأنام.
والكتاب جيد جداً
يتطلب أن يكون فى بيت كل مسلم نسخة منه ليقرأهُ الأباء والأبناء ، وأُحيى الكاتب
على هذا الفكر وإن كُنتُ أعرفه حيث زرته فى مجلسه فى بيته أكثر من مرة وكان الحوار
دئماً يدور حول واقع المسلمين وما حل بهم .
فشكراً وتحية
للكاتب المؤصل للواقع الحى وربطه بالماضى وتطلعه إلى المستقبل .
ودعوة لكل من يعمل
فى حقل الإسلام على إقتناء نسخة من هذا الكتاب .
وشــكراً
تعليقات
إرسال تعليق