الإيمان بالله
الإنسان خلقه
الله بيده ونفخ فيه من روحه . وأسجد له ملائكته.. وعلمه مالم يكن يعلم .. سخر الله
سبحانه مافى السماوات ومافى الأرض لهذا الإنسان وقال له مبينا ذلك " خلق لكم
مافى السماوات ومافى الأرض جميعا منه "
وخلق الإنسان لعبادته لذلك كرمه بالعقل وألهمه النطق وهداه النجدين...
هذا الإله الذى
خلق الدنيا ومافيها السماوات والأرض ملك يمينه " إن الله يمسك السماوات
والأرض أن تزولا .. ولإن زالتا إن أمسكها من أحد من بعده "
الذى خلقنا (هو
الله) أى العلى الكبير الذى لايحكمه أحد ويحكم هو جميع ماخلق يرزق من يشاء بغير
حساب .. الكل مدين له بوجوده يحتاج إليه الإنسان فى كل شأن مشئون حياته .. وهذا
الإله الذى يتأله فى حبه أهل محبته لأن كل مافى الكون يشير إليه بأنه الخالق
المبدع المصور , وهذا الإله الذى خلقنا أودع فينا العقل لنميز به بين الخير والشر
والعقل يرشدك الى الله لكن لايمكن الإستغناء بالعقل فى معرفة الله سبحانه لأن
العقل قد يضل وقد ينسى لذلك أكرم الله الإنسانية فبعث الى كل أمة رسولا ,
هذا الرسول يعرف الناس بما يجب لله من حق
العبادة والطاعة وعدم المعصية لأن هذا الإله هو صاحب النعمة التى ننعم بها فى
حياتنا سواء أكانت نعمة ظاهرية أم باطنية يراها الغير أم يراها الإنسان بنفسه وكل
رسول حمل الى أمته منهجا هذا المنهج هو
الكتاب المبين كالتوراة والإنجيل والقرآن
والامة الإسلامية
آخر الأمم ونبيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين عرفنا
مايجب لله من الأوصاف الواجبة والأسماء الحسنى وتنزيه الله تيارك وتعالى عن كل نقص
وتركنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها
إلا هالك لذلك وجب علينا أن تكون علاقتنا بالله علاقة حب وشكر وأن تملأ قلوبنا
بمعرفة الله تبارك وتعالى من خلال مظاهر القدرة الإلهية فى هذا الكون العظيم ..
فهذه سماء مرفوعة
فيها شمس وقمر كواكب لا يعرف حصرها ولا عددها الا الله لأنه الذى أوجدها بقدرته
وسخرها بعظمته وأصبحت أمام أعيننا دليلا على القدرة الإلهية .. فالشمس تشرق فى كل
صباح لا تغيب ولا تتأخر بظام محكم بدقة وعناية وقمر يظهر بالليل عند غروب الشمس من
الذى سخر كل هذا إنه الإله الخالق (الله) لأن مقاليد الأمور بيده وقال لنا مبينا
قدرته وعظمته (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار) سبحان
الله نعم عظيمة من رب عظيم خلق الخلق وعرفهم بنفسه عن طريق رسله وأنبيائه (لئلا
يكون لأحد حجة على الله يوم القيامة)
هذه الأرض التى
تعيش عليها أيها الإنسان .. انظر حولك
وتأمل فى نبات الأرض .. الأرض واحدة والزرع واحد والماء واحد ومع ذلك يختلف الثمر
حجما ولونا وشكلا ومذاقا من الذى أودع هذا السر فى كل نبته تخرج من الأرض .. أهو
الزارع ؟ كلا .. لأنه لو كان الزارع فإنه يتمنى أن تكون الثمرة التى ينتجها أطيب ثمرة فى العالم ولكن هل يستطيع أن يضع فى
كل ثمرة طعمه ومذاقه وحجمه اعتقد وأؤمن بأنه لا يقدر على ذلك الا الله
(وفى الأرض قطع
متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفصل بعضها
على بعض فى الأكل ) لصالح من أوجد الله هذا لصالح الإنسان .. ومن وراءه الحيوان
الذى سيستفيد به هو الآخر لأن الحيوان عندما أكل أعطى لبنا ومن حقك أيها الإنسان
أن تمسك بكوب اللبن فى الصباح وأن تسأله من أين جئت أيها اللبن ؟
سيقول لك من
الحيوان ومن الذى خلق الحيوان إنه الله لكن المعجزة الكبرى وعظمة القدرة تتجلى فى هذا الكوب من اللبن لأنه يجرى فى
الحيوان بين عرقين .. غرق دم وعرق بول.. وفى حياتنا الدنيا لو أن ما سورة مياه
الشرب بجوار ماسورة الصرف الصحى قد يأتى يوم ويحدث هنا ثقب فيختلط هذا بذلك ويفسد
ولا نستطيع شرب الماء .. ماهو الحال لو حدث هذا فى الحيوان ثقب فى عرق الدم وثقب
فى عرق البول ماذا تكون النتيجة ؟ من الذى حفظ ذلك وأنشأ لك هذا المصنع الإلهى
داخل جوف الحبوان بدقة وأمانة ومهارة وقال لنا مبينا ذلك
(والأنعام خلقها
لكم فيها دفئ ومنافع ومنها تأكلون ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون وتحمل
أثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس إن ربكم لرؤوف رحيم والخيل
والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون) ثم تعالى معى أيها الإنسان لو
أنك نزلت الى حقل قمح .. أو حديقة عنب وأمسكت بسنبلة القمح ..أو بكوز من الذرة ..
أو عنقود من العنب .. هل يستطيع أى مصنع فى العالم أن يرص لك هذا الحب بهذه الدقة
وبهذا النظام ألا ترى معى وتؤمن بأن هذا الإله العظيم الذى خلق لكم مافى السماوات
وما فى الأرض جميعا منه وسخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا ألا يتطلب منك ذلك أن تصيح
بأعلى صوتك (الله)
هذا الإله العظيم
الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى أخرج المرعى نبهنا الى عبادته وشكره على عطائه
مبينا لنا أن شكرنا له لا يزيد فى ملكه شيئا لكن العائد لنا نحن وخير ذلك يعود
علينا فهو القائل سبحانه (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد ) وهل اذا كفرت الإنسانية كلها بالله أينقص ذلك
من ملك الله شيئا .. لا لأنه سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية
العاصين لأن العائد علينا من تنفيذ أوامر الله هو خير لنا وزيادة فى نعم الله علينا
.
لذلك يكون تعظيم
العبد لربه وشكره على نعمه على حسب كمال الله ومعرفة صفاته وأسمائه الحسنى
والإنسان منا لا يستطيع أبدا يحيط عقله بكمال الله .. فله الكمال المطلق لأن هذا
الإله يراك أينما كنت يسمع كلامك ويرى أفعالك وله ملائكة كرام بررة يسجلون عليك
ماتقول ويحصون عليك ماتفعل فى كتاب سوف تجده فى عنقك يوم القيامة ويقال لك (اقرأ
كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا)
لهذا استعمل
العقل .. وسر على بصيرة من توجيهات الأنبياء والمرسلين الذين عرفوك الطريق ودلوك
على أسلوب العبادة وكن على صلة قوية بربك .. التزم أوامره .. واجتنب نواهيه ..
واعلم أن الله على كل شئ قدير .. أنك اذا أحببت هذا الإله سوف تشعر بالأنس ولو كنت
وحدك وبالغنى ولو كنت فقيرا وبالسعادة ولو لم يكن فى جيبك أى شئ لأن الله الذى
خلقك وعرفك الطريق لن ينساك وسوف تجد الراحة الكاملة فى طريق الخير والصدق
والأمانة والتسامح مع الناس والعفة عما فى أيديهم ورعاية حقوق اليتيم والعطف على
المسكين والأخذ بيد اضعيف ويومئذ تفرح بالسعادة العظمى وهى (رضاء الله تبارك
وتعالى)
إذا كنت نافعا لغيرك محبا للخير لجميع الناس حتى
لأعدائك فاعلم بأن الله سوف يعطيك حتى ترضى لأن الصحة التى يفتخر بها بعض الناس هى عطاء من الله فأنت إذا استعملت صحتك فى
الإحسان الى الغير ونسيان الإساءة والرفق بكل شئ فاعلم بأن الله يحسن إاليك إحسانا
أضعاف أضعاف ماقدمت الى غيرك واقرأ معى قول الله (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن
الجاهلين) فالله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نصل من قطعنا ونعفو عمن ظلمنا ونعطى من
حرمنا ونحسن إلي من أساء إلينا وهذه عبادة منك لله ومعرفة بقدرة وشكر له على نعمه
سبحانه وتعالى .
تعليقات
إرسال تعليق