الموضوعات
الإرشاد الأسرى فى تربية الأبناء - Family guidance in raising children - يوميات فى علم التخاطب
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
الإرشاد الأسرى فى تربية الأبناء
تحت عنوان
(
الأم وبناء المجتمع )
مقدمة
قبل البدء فى البرنامج
الإرشادى يجب علينا أن نوضح تعريف ومعنى الأمومة :
إن تعدد تعريفات
الأمومة تدل على مدى أهمية وشرف هذا المسمى ونوجز تعريفات الأمومة فيما يلى :
الأمومة هى
حالة ترى بأن
الصفات السامية للجمال تتجسد في تربية ورعاية أبنائها ، ومن أجل ذلك تضحي الأم بكل
الأشياء وتتنازل عن رغباتها الخاصة للوصول إلى سعادة أبنائها.
وتجسدت الأمومة في
كيان الإنسان وتجلت فيها جميع معاني الصراحة، الصدق ، الحب ، الصفاء ، العدل، .. إلى جانب إسم الأم تجد الفضيلة والإخلاص والتضحية وترك ملذات الحياة .
وهناك تعريف آخر
وهو أن الأمومة علم
عميق وأصول دقيقة تجدها في الفطرة أولا وثانيا هو الإكتساب من خلال الثقافة، والتخصص في تربية الأبناء بدون
أي طمع أو مصلحة خاصة ، وإن تعددت الأخطاء فى تربية الأبناء سيؤدي ذلك إلى ضياع
جيل وفساد مجتمع ، وإذا كانت التربية على قدر عالى من الإهتمام فلا شك أنه سيؤدي
ذلك إلى ظهور مجتمع حضارى متطور يسعى إلى الرقى ويرفع راية بلاده نحو مستقبل أفضل .
ومن هنا يتبين لنا أن الامومة هى :
فن متقن ، والعمل
فيه يستوجب فترة من الزمن ، يتم العمل فيه بدقة متناهية وتخصص كافٍ ونتيجة هذا الفن هو تربية
إبن بار، محب، عادل ، يتسم بالأخلاق الحميدة و القيم السامية مما يجعله يحب الخير
للجميع ، متكاملٍ بقدرالمستطاع ، ويكون عضوا ناجحاً ف مجتمعه . قلنا أن الأمومة هى فن، ذلك لأن عمل الأمومة هى صناعة الإنسان ، من خلال غرس الأسس الأخلاقية والإنسانية فى الوجدان ، ومن ثم يساهم فى صنع مجتمع صالح للغد
القادم ، والأمومة هى زمام وقلب المجتمع النابض ، وإدارة العائلة وتنظيم أمورها ، وإن هذه
الأعمال لا يمكن أن يقوم بها إنسان جاهل أو بسيط ساذج لذا لا بد أن نبين ما هى
صفات الام الناجحة فى تربيت الأبناء وهذا الأمر مكون من شقين الأمر الأول هو
الإهتمام بالمرأة منذ نشأتها من خلال رعايتها
الصحية و النفسية وغمرها بالحب و الإهتمام وتربيتها تربية أخلاقية مستمدة من الشرائع
السماوية والقيم الانسانية السامية لاننا نقول
دئماً فاقد الشئ لا يعطيه و الأمر الثانى هو موضوع التثقيف و الإرشاد و أن نبين ما هى صفات
الأم الناجحة .
( ومن أهم صفات الأم الناجحة ما يلى )
إن النجاح في
تجربة الأمومة لا يكمن في إنجاب الأطفال فقط و الإجتهاد الشخصى فى تربيتهم .. بل يحتاج لوجود قدرات كبيرة تكتسب لدى
الأم تمكنها من تحمل مسؤولية رعاية الأطفال وتربيتهم بالشكل الأمثل .. لهذا فإن
الأم الناجحة تحمل الصفات التالية :
اولاً : قوة الشخصية
الأم الضعيفة غالباً ما يتلاعب بها أبنائها مستغلين ضعف شخصيتها. لذا فإن شخصية الأم عامل أساسي للغاية في تربية الأبناء. قد يغلب الحنان على شخصية الأم ، فتخشى على الأبناء في كل صغيرة وكبيرة ، وتظن أن الشدة مرفوضة رفضاً كلياً ، حتى لا تخسرهم ، وهذا أكبر خطأ ، ملحوظة ( الشدة المفرطة في التربية هي التي تضيع الأبناء ، ولكن الشدة المحسوبة المغمورة بالرعاية ، يتبعها الحنان و الأولفة هي المطلوبة )
فالأم قد تضطر أن تعاقب الأبناء بحزم على صدور سلوك سيئ
منهم أو عدم إمتثالهم لأمر هام فلابد وأن يكون لديها علم بإستراتيجيات تعديل
السلوك .
ثانياّ : الـثـقـافـة
المقصود بـ ( الثقافة
هنا هى الثقافة التربوية ) هو أن تحسن إختيار الأوقات التي تكون فيها شديدة أو
لينة حنونة ، تعاقبي ولا تتجاوزي ، وهكذا بمعنى التوازن في المعاملة ، وهو نوع من
الحكمة ، الثقافة التربوية هنا تساعدك على فهم سلوكيات الأبناء تجاه حدث معين ،
وكيفية التعامل مع الابناء في هذا الحدث بالتحديد ، فعلى سبيل المثال الإبن لا
يذاكر ، الحكمة تقتضي ان تستخدم الام مهارة التعزيز الايجابى أولا واذا لم يكون
هناك جدوى تضطر إلى أن تعاقبه الأم ولكن بدون قسوة أو الضرب بل يكون بل يكون
باستخدام التعزيز السلبى وهو سبله وحرمانه من شيئ يحبه او تهديده بأن تعرضه إلى
شيئ يكرهه إذا لم يكمل ما تم الإتفاق علية و الإنتهاء من المذاكرة .
ثالثاَ: الهـدوء
فالأم الناجحة لا
تجبر أبناءها على فعل شيء أو تحرمهم من شيء دون أن تذكر لهم الأسباب وراء ذلك
وتناقشهم بكل هدوء وجدية. وواعلمى سيدتى أن الأمومة لا تعني فرض الأوامر دون إيضاح
الأسباب لذلك. فإذا قامت بمكافأة طفلها تخبره عن السبب الذي دفعها لمكافأته ، وإذا
أرادت معاقبته كذلك الأمر يقتضى العقاب ، وهي تقوم بذلك بكل هدوء وصبر دون غضب
وصراخ " وللأسف الشديد معظم الأمهات لا تتسم بهذا بل تلجأ الى الغضب و الصرخ
أولاً وهذا ما يجعل الطفل يكتسب العصبية والعناد فيما بعد " .
رابعاَ : العطاء دون شروط
فالأم الناجحة هي
التي تهب حياتها بكل ما فيها لعائلتها، تحب أطفالها دون شروط ودون أن تنتظر منهم
رد الجميل ، فهي لا تحبهم وتعتني بهم في الصغر لأجل أن يهتموا بها عندما تتقدم
بالعمر، وإنما تقوم بذلك فقط لأنها ناجحة وتقدس حياتها بوجود أبنائها. ومن ثم فهي
تعمل وتعطي دون أن تنتظر أي مقابل مادي أو معنوي من أبنائها لقاء تعبها وسهرها إلى
جانبهم ، وليس ذلك فحسب ، بل إن الأم الناجحة أيضاً تغرس هذه الخصال في أبنائها،
فهي تربيهم على العطاء ومحبة الآخرين وتقديم العون لهم دون شروط ودون انتظار مقابل
وفى النهاية سوف تحصد الأم ما زرعته فى نفوس ابنائها بطريق غير مباشر لانها قامت بالتربية
الصحيحة المبنية على الأخلاق الحميدة و القيم الانسانية .
خامساَ : القدوة الحسنة
الأم الناجحة هي
التي لا تنهى أبناءها عن فعل شيء مشين وتقوم هي بفعله ، لذا عليها أن تعرف كيف تكون
قدوة حسنة لأبنائها في كل شيء ، بدءاً من احترامها وتقديرها لنفسها ولهم ، مروراً بطريقة
حديثها وسلوكها وتعاملها مع الآخرين باحترام ومحبة ، وصولاً إلى كل ما تقوم به من
تصرفات تمثل نمط حياتها ، كل هذه الأمور سيلاحظها الطفل ويقوم بتقليدها بقصد أو
دون قصد ، لذا فإن الأم الناجحة تحرص على أن تكون دوماً القدوة الحسنة لأبنائها.
سادساَ : إحترام آراء أبنائها والاستماع لهم وإظهار الإهتمام بهواياتهم
فالأم الناجحة هي التي تكون صديقة أبنائها وشريكتهم في تجارب حياتهم ، تستمع لهم دوماً وتصغي لكل كلمة يقولونها بشكل جيد ، وتساعدهم على حل مشكلاتهم بحكمة وعقلانية دون التسبب بضرر لأحد ، كما أنها تلاحظ دوماً اهتماماتهم وهواياتهم لتساعدهم على تقويتها وتنميتها، وتظهر الدعم لهم ولا تقلل من أهمية ما يقومون به ، وتحاول مفاجأتهم بهدايا تتعلق بتلك الهوايات حتى لو لم تكن هناك مناسبة لتقديم تلك الهدايا. ويدور فى ذهنى سؤال وهو ( لو أن شخصاً ما دائما يهاجمك فى ارائك او قام بإهانتك ولم تكون قادرا على الرد ماذا يحل بك وما اثر ذلك على سلوكك نحو هذا الشخص ) أرى انه سوف يكون هناك كبت لما يدور بخاطرك تجاه هذا الشخص و تكون النتيجه احد امرين الامر الاول وهو اما ان تكون انسانا سلبيا و الامر الثانى ان تكون شرسا فى الرد حين خلق فرصه للتعبير عما يدور بداخلك - بدلا من الحوار - مما يؤدى الى العصبية الدائمة ... كذلك الطفل فعدم احترام رأيه ومناقشته يؤدى إلى هذا الأمرين فى تشكيل سلوكه فى مرحلة بناء الشخصية .
سابعاَ : الصدق والعدل بين الأبناء
الأم الناجحة هي
التي تعدل بين أبنائها ولا تميز بينهم إطلاقاً، وهي أيضاً التي تعترف بخطئها ولا
تتردد أبداً في الإعتذار عما بدر منها ، وبذلك فهي توصل رسالة لأبنائها بأن الجميع
قد يخطئ ، لكن الشخص الجيد هو الذي يعترف بخطئه ويعتذر عنه دون أن يضطر للكذب
والعناد .
ثامناَ : الـحُــب
لقد أثبتت جميع
الدراسات والتجارب أن الحب هو الأسلوب الأمثل والأفضل في التربية وهو الذي سيجعل
طفلك يحترم كلامك ويؤمن به وينفذه بالإضافة إلى التشجيع والدعم المستمر على كل
تصرف صالح يقوم به - أظهري احترامك وتقديرك لمواهبه وحبك له في كل الأوقات.
تاسعاَ : النظـام
إن وضع جدول زمني
ليوم طفلك ومواعيد النوم والطعام واللعب والدراسة سيسهل عليك الأمر بشكل كبير
وسيشعر الطفل بالحماية والالتزام . كما أن النظام سيقوده إلى التصرف بطريقة صحيحة . ومن الضروري جداً أن يتفق الوالدين على معايير وأنظمة معينة
مشتركة تجنباً للازدواجية وحرصاً على شخصية الطفل من التشتت.
عاشراَ : الإنتباه
قومي بالانتباه
والإصغاء لأحاديث وأحلام طفلك و منحه الاهتمام اللازم لكل ما يقوله، ونظراً لتغير
مزاج وشخصية الطفل في كل مرحلة عليك استيعابه ، واحتواء هذه التغيرات عن طريق
الإصغاء له والتحدث معه ، كوني مستمعة أمينة لطفلك مهما كان حديثه بنظرك سخيفاً ،
لذلك لابد أن تجدى طريقة مميزة للتحدث والتفاهم بطرق تتناسب مع عقله وطريقة
تفكيره.
الحادى عشر : الثبات
عليك أن تعلمي
جيداً أنه عند وضع مبدأ ثابت للتعامل مع
الطفل عليك الثبات عليه وعدم التخلي عنه مهما حدث ( مع القليل من المرونة أحياناً ).
فمثلاً إذا طرأ أي تغيير على موعد نوم طفلك في يوم ما عليك أن تشرحي له أن السبب
في تغاضيك عن موعد نومه هو مناسبة معينة أو ظرف طارئ وأن عليه أن يعود ويلتزم
بالموعد المحدد ثانيةً . وإذا أجبرك الطفل بصراخه وبكائه على التخلي عن إحدى
القواعد عليك عدم التخلي عنها بصورة دائمة بل عاودي الالتزام بالقاعدة مرة أخرى.
وهذه المرونة تتبع مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات حيث تتحكم بهم رغباتهم
ويصعب معهم الحوار بينما بعد الخامسة يمكن للطفل أن يفهم ويستوعب أكثر.
الثانى عشر : الإطلاع
عليك سيدتي أن
تكوني على اطلاع دائم ودراية بكل تغيرات الطفل وتقلباته الجسدية والنفسية في كل
مرحلة من المراحل العمرية والبحث عن المعلومات الصحيحة من مصادر موثوقة بها ومختصة
كالأطباء والخبراء - حيث يمكن للمصادر الأخرى المجهوله أن تقدم لك نصائح ومعلومات غير صحيحة .
الثالث عشر : الـراحـة
بالتأكيد فإن تربية الأطفال وخاصةً في السنوات الأولى ستجعلك تشعرين بالتعب والإرهاق لذلك لابد من أخذ قسط كافي من الراحة ( حين يسمح لكى الوقت بذالك ) كي لا تشعري بالغضب والانزعاج نتيجة لطلبات طفلك الكثيرة ولأن الطفل يمكن أن يترجم هذا الغضب على أنه عقاب مما صدر منه من فعل امر ما وقد يكون هذا الفعل ايجابى و ينعكس هذا الأمر على شخصيته بالسلب، فالهدوء يحتاج الى وجود قسط من الراحة .
الرابع عشر : الـثـقة
كوني واثقة من
نفسك وقدراتك وبطفلك أيضاً وعليك أن تكوني متأكدة بأنك تقومين بفعل الصواب طالما
أنك تطبقين هذه القواعد وأنك جديرة بهذه المهمة رغم صعوبتها وبأنك ستؤدينها على
أكمل وجه وستحصدين ثمارها في المستقبل .
وفى النهاية ننصح بــ
حددي أولوياتك
بوضوح ، أن تكوني أمّاً واقعية يعني أن تعرفي الفرق بين الواجبات الأساسية وغير
الأساسية في الأمومة ، فمن واجبك الأساسي كأم ، التأكد من حصول أطفالك على المأكل
والمشرب والملبس والرعاية الصحية وعلى الحب الكافي ، و التعليم ، والترفيه ، وخرس القيم الأخلاقية . أما الواجبات غير الأساسية ، فهي تشمل كل الأمور التي تعتقدين بأنها يجب
فعلها ، ولا تحاولي أن تخلقي لطفلك أجواء مثالية وإلا واجه مشكلات عديدة في
المستقبل.
“ابتعدي عن المثالية” ، فالتربية المثالية قدلا
تنتج أشخاصا مثاليين قادرين على مواجهة العالم الحقيقي ، قد يصدم أولئك الأطفال
إذا لم يختبروا خيبات الأمل مبكرا في عالم البالغين ، مما يدخلهم في صراع دائم مع
الذات ، إن السعي إلى تحقيق المثالية ليس صعبا على الأم فحسب ، بل سيئا أيضا
بالنسبة إلى الطفل ، فلا تنهمكي في إعداده لكي يكون إنسانا خارقاً ، فتصدمي
بكونه فردا عاديا كباقي الأفراد ، إن الأم الواقعية ليست مبرمجة لتنشئ عبقريين أو
أطفالاً خارقين ، ومن الضروري أن تتطلعي إلى تحقيق أفضل المعايير والنتائج ،
بالنسبة إليك وإلى عائلتك ، وأطفالك يستحقون أن يحظوا بأم تعرف ماذا تريد ؟ وكيف
تفكر؟ واعلمي أنهم سيفرحون أكثر مع أم يثقون بها ويحبونها وتوفر لهم سبل السعادة على قدر استطاعتها .
اعداد / عبد الحليم الزغبى ( أخصائى
التخاطب وصعوبات التعلم )
00201212745143
تعليقات
إرسال تعليق